كلمـــة حــــق

القصة الأولى

"""""""""""

كانت هناك مملكة عظيمة فى حضارتها وعمرانها وغنية جداً بثرواتها وخيراتها

ولكن نظام الحكم فيها كان غريبا جداً !!!!

كان يحكمها كل ثلاث سنوات ملك له أن يأمر فيطاع فى كل شيء ولكن في نهاية الثلاث سنوات يتم طرده إلى صحراء موحشة خارج المملكة لا يوجد بها زرع ولا ماء ولا أي شيء من مقومات الحياة .

وهكذا .... كلما تولى إنسان فيها الملك سعيا وراء الثروة والسلطان أكتشف في النهاية أنه كان مخطئاً بعدما يتم طرده إلى الصحراء.

وهكذا .... ظل حال هذه المملكة عبر الزمن حتى زهد الناس كلهم فى الملك .

وفى يوم من الاْيام مر على هذه المملكة رجل غريب وعندما سأل عن حالها أخبروه بكل ذلك فقال لهم أريد أن أتولى الحكم فى هذه المملكة فحزروه من العاقبة لكنه أصر على ذلك .

ومضت الثلاث سنوات وجاءه الوزراء وقالوا له إن المدة قد انتهت وسوف تطرد إلى الصحراء

فقال لهم : "بكل سرور لقد انتظرت ذلك اليوم طويلا "........ فتعجب الجميع لقوله !!!!!!!!

وقالوا له : نقول لك سوف تطرد إلى الصحراء وتقول بكل سرور !!!!!

قال لما تتعجبون ؟؟؟ ..... فلقد سخرت كل ما فى هذه البلد من ثروات وما أعطيتونى من سلطات لكى أعمر تلك الصحراء وأجعل منها حدائق وقصور حتى إذا ما انتهت المدة وأنتقلت للعيش بها كانت أفضل مما أنتم عليه بكثير ..........

كان هناك قصر مليء بالكنوز من الذهب والياقوت وغيرها من الثروات

وقيل لرجل سوف تدخل هذا القصر وتأخذ منه قدر ما تستطيع من الكنوز ولكن لديك 10 دقائق فقط .

ففرح الرجل فرحاً شديداً وأخذ معه حقيبة كبيرة ليحمل فيها الكنوز ودخل إلى القصر

وعندما رأى الكنوز أسرع إليها وهمّ بالأخذ منها وعندما مد يده ليلتقط الجواهر فإذا به يرى على الحائط صورة لقصر عظيم يخطف

الأبصار فأخذ يحدث نفسه " لو كان القصر ده ليه ...... يا سلام ..لو كان قصرى " ولكنه انتبه أن الوقت ينفذ فهمّ بجمع الكنوز ولكن

أخذه نظره للصورة مرة أخرى فوجد فيها صورة لفتاة فائقة الجمال تطل من شرفة القصر فقال " يا سلام.... لو أتزوج تلك الفتاة سوف

تصبح حياتي جنة " ولكنه أنتبه مرة أخرى للوقت فهمّ ليلتقط الكنوز لكنه عندما نظر للحائط الآخر وجد فيه صورة لسيارة أخر موديل

فقال لنفسه " لو العربية دى كمان يبقى تمام كده... قصر وعروسه وعربية ده كل اللي بحلم بيه " . وفى هذه اللحظة أخذه رجل وألقى

به خارج القصر قائلاً له : " لقد نفذ الوقت ".

العبرة

:::::::::::::

كل ما فى هذه الدنيا من شهوات هى صور ذائفة ليست حقيقية والكنوز الحقيقة هى الاعمال الصالحة التى تنفع الانسان فى آخرته .

فقد رأينا فى هذه القصة كيف تلهى الدنيا الانسان عما ينفعه فى الدنيا والآخرة .

وأختم بتلك الكلمات القليلة ولكنها عظيمة جداً فى محتواها :

النفس تبكى على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها

لا دار للمرأ بعد الموت يسكنها إلا التى كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

فمن يشترى الدار فى الفردوس يسكنها بركعة فى ظلام الليل يحييها